كتب لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل . الخطباء في العصر الجاهلي ، كانت لهم مكانة خاصة ومميزة ، لانهم يعتبرون منبرا اعلاميا لقبائلهم ، وفي الوقت نفسه فإنهم يمثلون الفصاحة والبراعة في صياغة العبارات المنمقة والتي تستقطب اذهان السامعين وتستولي على مسامعهم . ومن اشهر الخطباء في الجاهلية ( قس بن ساعدة ) . وهذا العلم الرفيع في التاريخ العربي الجاهلي ، لا نستطيع ان نحدد تاريخا واضحا لولادته ، كما اننا لا نمتلك الا القليل عن اخباره . تذكره المصادر التاريخية بشكل موجز وتشير الى انه من القبائل العدنانية ، وكان يواظب الحضور الى سوق عكاظ حيث يلقي خطبه وسط التجمعات الاعرابية والتي كانت تلقى ترحيبا من الجميع . ويقال ان قس ين ساعدة قد ترهب وتزهد وتعبد . كان يقال عنه انه خطيب العرب وشاعرهم والحكيم في صفوفهم . وكانت خطاباته تسير على خطى السجع القريب من اسلوب الكهان في خطبهم .
ومن اشهر الخطب التي سمعت عنه في عكاظ ، خطبته المشهورة التي تواترت الاخبار في نسبتها له :
( ايها الناس ، اسمعوا وعوا ، انه من عاش مات ، ومن مات فات ، وكل ما هو آت آت .. ان في السماء لخبرا ، وان في الارض لعبرا ، يا معشر اياد ، اين الآباء والاجداد ، واين الفراعنة الشداد ؟ الم يكونوا اكثر منكم مالا ، واطول آجالا ؟ طحنهم الدهر بكلكله ، ومزقهم بتطاوله . ).